أبواب دمشق القديمة: تاريخ عريق وأسرار فلكية حول سور المدينة

تُعَدُّ مدينة دمشق من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتتميز بتاريخها العريق ومعالمها الأثرية البارزة، ومن أبرزها سورها القديم وأبوابه الشهيرة. يُعتقد أن السور بُني في العهدين الإغريقي والروماني بهدف حماية المدينة وسكانها، حيث لم يكن بالإمكان الوصول إلى داخل المدينة إلا عبر هذه الأبواب.

في العهد الروماني، كان للمدينة سبعة أبواب رئيسية، ومع مرور الزمن، أُضيفت أبواب أخرى أو أُغلقت بعضها حسب الضرورات الحربية والتجديدات العمرانية، لكنها لم تتجاوز العشرة أبواب.

أبواب دمشق القديمة

  1. باب توما: يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة قرب حي القصاع. سُمِّي بهذا الاسم نسبةً إلى القديس توما أحد تلاميذ المسيح. يُعتقد أن الباب كان مخصصًا لكوكب الزهرة في العهد الروماني، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.
  2. باب الجابية: يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة عند مدخل سوق مدحت باشا حاليًا. سُمِّي نسبةً إلى تل الجابية في منطقة حوران. كان مخصصًا لكوكب المريخ، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.
  3. باب كيسان: يقع في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة القديمة قرب منطقة الصناعة وحارة اليهود سابقًا. تحوّل الباب إلى كنيسة القديس بولس. كان مخصصًا لكوكب زحل، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.
  4. باب السلام: يقع إلى الشرق من باب الفراديس على منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق. كان مخصصًا للقمر، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.
  5. باب الفرج: يقع في الجهة الشمالية من سور المدينة، بين العصرونية والمناخلية. أُنشئ في العهد الأيوبي.
  6. باب شرقي: يقع عند المدخل الشرقي لمدينة دمشق القديمة، وهو الوحيد الذي يحتفظ بطراز عمارته الروماني. كان مخصصًا للشمس، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.
  7. باب الفراديس: يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة. يُعرف أيضًا بباب العمارة. كان مخصصًا لكوكب عطارد، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.
  8. الباب الصغير: يقع في الجهة الجنوبية للمدينة قرب حي الشاغور. كان مخصصًا لكوكب المشتري، حيث وُضعت عليه صورة الكوكب.

أبواب لم تعد موجودة حاليًا

  • باب الجنيق: كان يقع بين باب السلام وباب توما. أُقفل الباب، ومع ذلك ما زالت بعض آثاره على جدار سور دمشق ظاهرة للعيان، ولا سيما القوس التي كانت تعلو الباب.
  • باب النصر: كان يقع على الجهة الغربية للسور جنوب قلعة دمشق مباشرة. أُنشئ في العهد الأيوبي.
أبواب دمشق قديماً

سور دمشق القديم

يُعد سور مدينة دمشق من أهم المعالم الأثرية في المدينة، حيث يحيط بالمدينة القديمة ويضم العديد من الأوابد التاريخية مثل قلعة دمشق وأبوابها السبعة. يبلغ طول السور الأثري القديم 1500 متر وعرضه 750 مترًا، ويحتوي على مساحة تُقدّر بمائة هكتار مُقسّمة إلى جزر مستطيلة مفصولة بشوارع تتجه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.

ارتباط الأبواب بالكواكب

يروي المؤرخ حسن البدري في كتابه “نزهة الإمام في محاسن الشام” وصفًا لأبواب دمشق القديمة وعلاقتها بالكواكب، فيقول: “كانت صور الكواكب على هذه الأبواب: زحل على باب كيسان، والشمس على الباب الشرقي، والزهرة على باب توما، والقمر على باب الجنيق، وعطارد على باب الفراديس، وصورة المشتري على باب الجابية، أما المريخ فعلى الباب الصغير”.

كما يذكر ابن عساكر في تاريخ بناء مدينة دمشق أن باني دمشق جعل لكل باب من أبوابها أحد الكواكب السبعة، ونقش عليه صورته، فجعل باب شرقي للشمس، وباب توما للزهرة، وباب الصغير للمشتري، وباب الجابية للمريخ، وباب الفراديس لعطارد، وباب كيسان لزحل، وباب السلام للقمر.

هذه المعلومات تشير إلى الاعتقاد القديم بارتباط أبواب دمشق بالكواكب، حيث وُضعت صور الكواكب على هذه الأبواب، مما يعكس التأثيرات الفلكية والرمزية في تصميم المدينة القديمة.

اقرأ أيضاً:

خاتمة

تُعتبر أبواب دمشق القديمة وسورها شاهدًا حيًا على تاريخ المدينة العريق وتنوع الحضارات التي مرت بها. ورغم التغيرات التي طرأت على بعض هذه الأبواب عبر الزمن، إلا أنها ما زالت تحتفظ برونقها وأهميتها التاريخية، مما يجعلها مقصدًا للزوار والباح

زر الذهاب إلى الأعلى