عدد السوريين في الأردن

يستضيف الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، مما جعله واحدًا من أكبر البلدان التي تستضيف اللاجئين في المنطقة. في هذه المقالة، نستعرض عدد السوريين في الأردن لعام 2025، ونتناول التغيرات التي شهدتها أعدادهم في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى التوزع الجغرافي لهم في المملكة. كما سنتحدث عن المهن التي يعملون بها والرواتب المتوقعة، مع تسليط الضوء على مزايا وعيوب العيش في الأردن بالنسبة للاجئين السوريين، وأفق مستقبلهم في المملكة.

عدد السوريين في الأردن لعام 2025

في عام 2024، بلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن حوالي 1.3 مليون لاجئ وفقًا للتقديرات الرسمية. ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في التزايد أو الثبات على الأقل في السنوات القادمة، حيث تواصل الأزمة السورية تأثيراتها في المنطقة. وبالنظر إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية في سوريا، من المحتمل أن يظل عدد السوريين في الأردن قريبًا من هذه الأرقام حتى عام 2025.

التغيرات في أعداد السوريين في الأردن

شهدت السنوات الأخيرة تغيرات ملحوظة في أعداد السوريين في الأردن. ففي بداية الأزمة، كان تدفق اللاجئين سريعًا، ولكن مع مرور الوقت، توقفت بعض موجات الهجرة بسبب إغلاق الحدود أو تشديد القيود على اللاجئين. كما أن بعض اللاجئين عادوا إلى سوريا بعد تحسن الأوضاع في بعض المناطق، مما أثر على أعداد السوريين في الأردن بشكل طفيف.

إلا أن السبب الرئيسي لزيادة أعداد السوريين في الأردن بشكل عام يعود إلى استمرار النزاع في سوريا، بالإضافة إلى الفرص الاقتصادية والتوظيفية التي يقدمها الأردن للاجئين. ومع ذلك، لا تزال الظروف الاقتصادية في الأردن تحد من قدرة البلد على استيعاب مزيد من اللاجئين، مما يؤدي إلى تحديات في توفير الخدمات الأساسية.

التوزع الجغرافي للسوريين في الأردن

يعيش معظم اللاجئين السوريين في مناطق المدن الكبرى مثل عمان، والزرقاء، وإربد، حيث توجد فرص عمل أكبر. وفقًا للتقديرات، فإن أكثر من 70% من السوريين يعيشون في المناطق الحضرية، بينما توجد نسبة أقل في المخيمات مثل مخيم الزعتري ومخيم الأزرق. في عمان، يتركز السوريون في الأحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل جبل الحسين وصويلح. أما في الزرقاء، فإن المنطقة الصناعية توفر فرصًا أكبر للسوريين للعمل.

المهن التي يعمل بها السوريون في الأردن والرواتب

تعتبر العمالة السورية في الأردن جزءًا أساسيًا من سوق العمل، حيث يعمل العديد من السوريين في قطاعات البناء، والزراعة، والخدمات. في قطاع البناء، يساهم السوريون بشكل كبير في المشاريع العقارية والبنية التحتية. كما يعمل الكثيرون في المطاعم والمحلات التجارية والقطاعات غير الرسمية.

أما فيما يتعلق بالرواتب، فإن متوسط راتب العامل السوري في الأردن يتفاوت حسب المهنة والمنطقة. ففي قطاع البناء، يمكن أن يتراوح الراتب بين 300 و500 دينار أردني شهريًا. بينما في القطاعات الأخرى مثل الزراعة أو العمل غير الرسمي، قد يكون الراتب أقل، حيث يبدأ من 200 دينار شهريًا.

مزايا وعيوب العيش في الأردن للسوريين

المزايا:

  1. الاستقرار النسبي: على الرغم من التحديات الاقتصادية، إلا أن الأردن يعتبر من أكثر الدول استقرارًا في المنطقة، مما يوفر بيئة آمنة للسوريين.
  2. فرص العمل: هناك فرص عمل في العديد من القطاعات، خاصة في البناء والزراعة والخدمات.
  3. الوجود في بيئة ثقافية مشابهة: تشترك سوريا والأردن في العديد من العوامل الثقافية والدينية، مما يسهل التكيف على اللاجئين السوريين.

العيوب:

  1. الأوضاع الاقتصادية: تواجه الأردن تحديات اقتصادية كبيرة بسبب زيادة أعداد اللاجئين، مما ينعكس على الخدمات المقدمة للسوريين.
  2. الضغوط على البنية التحتية: زيادة الطلب على التعليم والرعاية الصحية والإسكان يضع ضغطًا كبيرًا على موارد الأردن.
  3. التمييز الاجتماعي: يواجه بعض السوريين تحديات في الاندماج في المجتمع الأردني، بسبب بعض الأفكار السلبية أو التمييز ضدهم.

مستقبل اللاجئين السوريين في الأردن

يبدو أن مستقبل اللاجئين السوريين في الأردن يعتمد على عدة عوامل، من بينها الوضع الأمني والسياسي في سوريا، والسياسات الأردنية تجاه اللاجئين. من المحتمل أن يستمر معظم اللاجئين السوريين في الأردن في العيش هناك حتى تتحسن الأوضاع في سوريا، ولكن مع ذلك، قد يشهدون تحسينات في ظروفهم المعيشية إذا ما تحسنت فرص العمل والخدمات المقدمة لهم.

بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية في الأردن، من غير المتوقع أن يتمكن الجميع من العودة إلى سوريا في المستقبل القريب. لذلك، قد يظل السوريون في الأردن جزءًا من المجتمع الأردني لسنوات قادمة.

اقرأ أيضاً: عدد السوريين في لبنان

الخاتمة

تستمر سوريا في التأثير على أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن، ومن المتوقع أن يظل عدد السوريين ثابتًا أو في تزايد بسيط حتى عام 2025. يواجه السوريون تحديات عديدة في الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، لكنهم يجدون في الأردن بيئة أكثر أمانًا مقارنة بالكثير من المناطق المجاورة. إذا تم تحسين ظروف العمل والخدمات المقدمة لهم، فإن مستقبل اللاجئين السوريين في الأردن قد يكون أكثر استقرارًا في السنوات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى