عدد السوريين في البحرين

تعد البحرين واحدة من الوجهات التي استقبلت العديد من اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، حيث تم توفير بيئة معيشية مستقرة نسبياً مقارنة بدول أخرى في المنطقة. وفقاً للبيانات المتوفرة لعام 2024، يبلغ عدد السوريين المقيمين في البحرين حوالي 30,000 شخص، ويشمل هذا الرقم المقيمين بشكل دائم واللاجئين، الذين وجدوا في البحرين فرصة للعمل والاستقرار.

تغير أعداد اللاجئين السوريين في البحرين

منذ بداية الأزمة السورية، شهدت البحرين تزايداً تدريجياً في أعداد السوريين القادمين إليها. في السنوات الأولى من الأزمة، كان العدد أقل من 10,000 شخص، ولكن مع مرور الوقت، وتحديداً منذ عام 2015، بدأ عدد السوريين في البحرين بالتزايد بسبب تدهور الوضع الأمني في سوريا، بالإضافة إلى السياسات الحكومية البحرينية التي شجعت على استقطاب العمالة العربية، بما في ذلك السوريين، من خلال تسهيلات في التأشيرات.

وقد تأثرت هذه الأعداد أيضاً بتطور الأوضاع الاقتصادية في البحرين، مما جعلها وجهة جاذبة للعديد من السوريين الباحثين عن فرص عمل أفضل. ويرجع التزايد في أعداد السوريين في البحرين في السنوات الأخيرة إلى عوامل عدة مثل استقرار الوضع الأمني النسبي في البحرين مقارنة بدول أخرى، وتقديم فرص العمل في قطاعات متنوعة.

توزع السوريين في محافظات البحرين

يمكن ملاحظة أن السوريين في البحرين يتركزون بشكل رئيسي في العاصمة المنامة، حيث تعتبر المدينة الأكثر جذباً للعمالة الأجنبية بسبب كثرة الفرص الاقتصادية والخدمية. وتوجد أيضاً تجمعات سورية في محافظات أخرى مثل محافظة المحرق، حيث يستقر البعض بالقرب من المناطق الصناعية. وبالرغم من أن السوريين منتشرون في أنحاء البحرين كافة، إلا أن تجمعاتهم الرئيسية تتوزع في المناطق الحضرية التي تضم العديد من الشركات والمؤسسات.

المهن التي يعمل بها السوريون في البحرين والرواتب

يمثل السوريون في البحرين شريحة كبيرة من القوى العاملة في مختلف القطاعات، حيث يعمل العديد منهم في مجالات البناء، والصحة، والتعليم، والخدمات. ويعتبر قطاع البناء من أبرز المجالات التي يتواجد فيها السوريون، حيث يشتغلون كعمال بناء، مهندسين، ومشرفين في المشاريع الكبرى التي تشهدها البحرين.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل العديد من السوريين في القطاع الصحي كأطباء، ممرضين، وفنيين، خاصة في المستشفيات الخاصة. كما يعمل آخرون في القطاع التعليمي، في مدارس خاصة أو مؤسسات تدريبية، حيث يشغلون وظائف كمعلمين أو مدربين مهنيين.

أما بالنسبة للرواتب، فهي تختلف حسب القطاع والوظيفة. في قطاع البناء، يمكن أن يتراوح راتب العامل السوري بين 300 إلى 600 دينار بحريني شهرياً، بينما في القطاع الصحي قد يتراوح راتب الطبيب أو الممرض بين 700 إلى 1,500 دينار بحريني شهرياً، وذلك حسب الخبرة والاختصاص.

مزايا وعيوب البحرين للسوريين

المزايا:

  1. الاستقرار السياسي والأمني: البحرين تعتبر من الدول المستقرة في منطقة الخليج العربي، مما يجعلها مكاناً مناسباً للعيش والعمل مقارنة بدول أخرى تعاني من النزاعات.
  2. فرص العمل: توفر البحرين العديد من الفرص في مختلف القطاعات الاقتصادية مثل البناء، والتعليم، والخدمات الصحية، مما يتيح للسوريين فرص العمل المستقرة.
  3. التسهيلات الحكومية: الحكومة البحرينية تقدم تسهيلات في إصدارات التأشيرات والعمل، مما يجعلها وجهة جاذبة للمهاجرين السوريين.
  4. وجود مجتمع سوري: هناك مجتمع سوري صغير في البحرين، مما يسهل عملية التأقلم والاندماج في المجتمع البحريني.

العيوب:

  1. التحديات الاقتصادية: رغم أن البحرين توفر فرص عمل، إلا أن بعض السوريين يواجهون صعوبة في تأمين وظائف ذات رواتب جيدة بسبب المنافسة العالية في سوق العمل.
  2. التكلفة المرتفعة للمعيشة: مع ارتفاع أسعار الإيجارات والمرافق الأساسية، يواجه السوريون تحديات في تغطية تكاليف الحياة اليومية.
  3. الاعتماد على التوظيف في القطاع الخاص: معظم السوريين يعملون في القطاع الخاص، مما يجعلهم عرضة للتقلبات الاقتصادية وتأثيرات السوق.

مستقبل اللاجئين السوريين في البحرين

من المتوقع أن يظل عدد السوريين في البحرين في تزايد مستمر خلال السنوات القادمة، خاصة مع استمرار الحاجة إلى القوى العاملة في بعض القطاعات. في المستقبل القريب، قد يشهد السوريون في البحرين تحسينات في أوضاعهم الاقتصادية إذا استمرت الحكومة في تشجيع العمالة الأجنبية.

كما أن البحرين تتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الدول الغربية والعربية، مما يفتح الباب أمام المزيد من الدعم المالي والتقني للاجئين السوريين. وبالرغم من بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية، فإن البحرين ستظل واحدة من الوجهات المفضلة للسوريين الباحثين عن فرص عمل أفضل وأمن أكبر.

اقرأ أيضاً: عدد السوريين في قطر

خاتمة

تظل البحرين مكاناً مهماً للعديد من السوريين، الذين يجدون فيها ملاذاً للعمل والاستقرار. وبينما يواجهون بعض التحديات، تواصل البحرين تقديم فرص عديدة للمهاجرين السوريين في مختلف القطاعات. ومع استقرار الأوضاع الاقتصادية في البحرين، يُتوقع أن يظل عدد السوريين في البحرين في تزايد خلال الأعوام المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى