عدد السوريين في السودان

شهدت أعداد السوريين في السودان تغيّرات كبيرة في السنوات الأخيرة، نتيجة للأحداث التي مرت بها سوريا والهجرة الجماعية التي أفرزت تواجدًا سوريًا كبيرًا في دول مختلفة حول العالم. السودان، كدولة جارة، استقبلت العديد من اللاجئين السوريين، مما جعلها محط أنظار الباحثين والمهتمين بتوزيعهم، المهن التي يمارسونها، وتحدياتهم اليومية. في هذا المقال، سنتناول عدد السوريين في السودان لعام 2025، التغيرات التي طرأت على أعدادهم في السنوات الأخيرة، أسباب هذه التغيرات، وأوضاعهم الحالية في هذا البلد العربي.

عدد السوريين في السودان 2024

حسب آخر الإحصائيات الموثوقة لعام 2024، بلغ عدد السوريين في السودان حوالي 150,000 نسمة. ويعود هذا العدد إلى استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى السودان منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011. على الرغم من التحديات الاقتصادية في السودان، فإن السوريين وجدوا في هذا البلد ملاذًا نسبيًا آمنًا مقارنة ببعض الدول الأخرى. وقد تمركز العديد منهم في الخرطوم وبعض المدن الكبرى.

تغير أعداد السوريين في السودان في السنوات الأخيرة وأسبابها

في السنوات الأخيرة، شهدت أعداد السوريين في السودان زيادة ملحوظة، ولكن مع بداية عام 2020، بدأت أعدادهم تشهد نوعًا من الاستقرار بسبب عدة عوامل:

  1. استقرار الوضع في السودان: بعد التغيرات السياسية التي شهدها السودان في عام 2019، بدأ العديد من السوريين في التكيف مع الوضع الأمني والسياسي في السودان.
  2. الأزمة الاقتصادية في السودان: على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها السودان، فإن الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول المجاورة مثل مصر والأردن قد جعلت من السودان وجهة مفضلة للعديد من السوريين الباحثين عن فرص عمل وأسعار معيشة معقولة.
  3. سياسة اللجوء في السودان: يتمتع السوريون في السودان بمعاملة ملائمة من قبل السلطات السودانية، والتي تمنحهم إقامة قانونية في إطار الحماية الإنسانية.

توزع السوريين في المحافظات السودانية

تتوزع الجالية السورية في السودان بشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم، حيث تقدر أعدادهم في العاصمة بنحو 70% من مجموع السوريين في البلاد. إضافة إلى الخرطوم، يوجد تواجد ملحوظ في ولايات أخرى مثل:

  1. الجزيرة: حيث يتواجد العديد من السوريين الذين يعملون في الزراعة والمشاريع الصغيرة.
  2. الشمالية: مع تزايد الاهتمام بالاستثمار في المشاريع العقارية والإنشاءات.
  3. البحر الأحمر: يعد من أبرز المناطق التي تستقطب السوريين خاصة في مجال التجارة.

المهن التي يعمل بها السوريون في السودان والرواتب

يعمل العديد من السوريين في السودان في مجالات متنوعة، أبرزها:

  1. التجارة: حيث يملك العديد منهم محلات تجارية صغيرة ومتوسطة، خاصة في مجال الملابس، الأجهزة الكهربائية، والمطاعم.
  2. البناء والعقارات: السوريون معروفون بكفاءتهم في مجال الإنشاءات والمقاولات، ولهذا تجدهم يعملون في العديد من المشاريع العمرانية.
  3. الزراعة: خاصة في ولاية الجزيرة، حيث يعمل بعض السوريين في مجال الزراعة وتحسين الإنتاج الزراعي.
  4. التعليم والصحة: يشغل بعض السوريين وظائف تعليمية وطبية، رغم قلة الفرص في هذا المجال مقارنة بالمهن الأخرى.

أما بالنسبة للرواتب، فيتراوح دخل السوريين في السودان حسب مجال العمل. على سبيل المثال، العامل في البناء قد يتقاضى ما بين 20,000 إلى 30,000 جنيه سوداني شهريًا، بينما صاحب المحل التجاري قد يصل دخله إلى 60,000 جنيه سوداني في المتوسط، إذا كان يعمل في تجارة ناجحة.

مزايا وعيوب العيش في السودان للسوريين

المزايا:

  • الأمن النسبي: رغم التحديات الأمنية في بعض المناطق، إلا أن السوريين يجدون الأمن في الغالب في المدن الكبرى مثل الخرطوم.
  • التكلفة المعيشية المعقولة: مقارنة بالدول الأخرى مثل لبنان أو تركيا، تعد السودان وجهة أقل تكلفة من حيث السكن والاحتياجات اليومية.
  • التعامل الإنساني من الحكومة: تمنح الحكومة السودانية السوريين حقوقًا قانونية تكفل لهم إقامة قانونية، وفرص عمل في إطار الحماية الإنسانية.

العيوب:

  • الظروف الاقتصادية الصعبة: يعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة، مما يجعل الحصول على فرص عمل مستدامة أمرًا صعبًا.
  • ضعف البنية التحتية والخدمات العامة: يعاني السوريون في السودان من نقص في الخدمات الصحية والتعليمية، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للعائلات السورية.
  • البحث عن فرص أفضل: العديد من السوريين في السودان يطمحون للانتقال إلى دول أخرى توفر فرصًا أفضل للعمل والتعليم.

مستقبل اللاجئين السوريين في السودان

من المتوقع أن يظل وجود السوريين في السودان قائمًا خلال السنوات القادمة، رغم التحديات التي قد يواجهونها في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية في السودان. إلا أن السودان لا يزال يوفر ملاذًا آمنًا نسبيًا للسوريين، خاصة في ظل تضاؤل فرص اللجوء في دول أخرى. لذلك، قد يكون هناك اهتمام مستمر من السوريين في البقاء والعمل في السودان إذا كانت الحكومة قادرة على تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية في المستقبل.

اقرأ أيضاً: عدد السوريين في مصر

خاتمة

يعد السودان واحدًا من البلدان التي استقبلت العديد من اللاجئين السوريين على مدار السنوات الماضية، مع تزايد أعدادهم منذ عام 2011. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، فقد وجد السوريون في السودان ملاذًا مؤقتًا مع مزايا وعيوب عديدة. مستقبلهم يعتمد على التحولات السياسية والاقتصادية في السودان، ولكن من المتوقع أن يستمر وجودهم في السنوات القادمة إذا كانت الأوضاع العامة في البلاد تتحسن.

زر الذهاب إلى الأعلى