عدد السوريين في السويد
تستمر السويد في أن تكون واحدة من الوجهات الرئيسية للاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. ففي ظل الحرب المستمرة والتحديات الاقتصادية والاجتماعية في سوريا، ارتفع عدد السوريين الذين اختاروا الهجرة إلى دول أوروبا، خاصة السويد. في هذه المقالة، سنتعرف على عدد السوريين في السويد لعام 2025، وكيف تغيرت أعدادهم في السنوات الأخيرة، والتوزيع الجغرافي لهم في البلاد، بالإضافة إلى المهن التي يعملون فيها ومستوى الرواتب، مع التركيز على المزايا والعيوب التي يواجهها السوريون في السويد.
عدد السوريين في السويد 2025
بحسب البيانات الأخيرة المتوفرة، من المتوقع أن يتجاوز عدد السوريين في السويد 2025 حاجز 150,000 شخص. في عام 2024، كان عدد السوريين المسجلين في السويد يقدر بحوالي 130,000 نسمة، ما يعني زيادة ملحوظة في الأعداد خلال السنوات القليلة الماضية.
تعتبر السويد من الدول التي استقبلت العديد من اللاجئين السوريين في إطار سياسة اللجوء المفتوحة، خاصة بعد عام 2015 عندما شهدت السويد أكبر موجة من اللاجئين السوريين. العديد من هؤلاء اللاجئين حصلوا على حق اللجوء الدائم أو مؤقت، مما ساعدهم في بناء حياة جديدة في السويد.
تغير أعداد السوريين في السويد في السنوات الأخيرة
منذ عام 2011، كان هناك تزايد مستمر في أعداد السوريين القادمين إلى السويد. بعد القفزة الكبيرة في 2015، استمر عدد السوريين في النمو، على الرغم من بعض التحديات السياسية والأمنية. في السنوات الأخيرة، شهدت السويد تغييرات في سياسة الهجرة التي أثرت على معدل قبول اللاجئين. على سبيل المثال، تم تقييد شروط اللجوء بشكل أكبر في عام 2016، مما أدى إلى تقليص أعداد اللاجئين في السنوات التالية.
ومع ذلك، لا يزال السوريون يشكلون أكبر مجموعة من اللاجئين في السويد. تزايد أعدادهم يرجع إلى استمرار الأوضاع غير المستقرة في سوريا، بالإضافة إلى برامج إعادة التوطين التي توفرها الأمم المتحدة.
توزيع السوريين في محافظات السويد
على الرغم من أن السوريين يعيشون في مختلف أنحاء السويد، إلا أن هناك بعض المناطق التي تضم أعدادًا أكبر من اللاجئين السوريين. المدن الكبرى مثل ستوكهولم، غوتنبرغ، و مالمو تعتبر الوجهات الرئيسية للمهاجرين السوريين. على سبيل المثال، يعيش حوالي 25% من السوريين في العاصمة ستوكهولم، بينما تتركز نسبة كبيرة أيضًا في مدينة غوتنبرغ.
في الريف، هناك أيضًا مناطق مثل فيستر نورلاند و نوردرا التي تحتضن عدداً متزايداً من السوريين، حيث توفر هذه المناطق فرصًا أكثر استقرارًا وأسعارًا أقل للإيجار. غالبًا ما يختار السوريون المناطق التي توفر فرصًا عمل أكبر ومرافق تعليمية وصحية أفضل.
المهن التي يعمل بها السوريون في السويد والرواتب
مع مرور الوقت، بدأ السوريون في السويد بالتكيف مع سوق العمل المحلي. الكثير منهم يعملون في قطاع الرعاية الصحية، حيث يشارك العديد من السوريين في العمل كممرضين وأطباء بعد الحصول على المعادلة لشهاداتهم. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد منهم يعملون في التصنيع، البناء، و القطاع الخاص.
من جهة أخرى، يوجد عدد كبير من السوريين يعملون في مجالات التكنولوجيا والمعلومات، حيث حصلوا على تدريب وتطوير مهاراتهم في هذا المجال. في عام 2024، كانت الرواتب الشهرية للسوريين تتفاوت بشكل كبير بناءً على الخبرة والمجال. على سبيل المثال، الرواتب في قطاع الرعاية الصحية قد تصل إلى حوالي 30,000 كرونة سويدية شهريًا (حوالي 2,800 دولار أمريكي)، بينما الرواتب في قطاعات أخرى قد تبدأ من 20,000 كرونة (حوالي 1,800 دولار أمريكي).
مزايا وعيوب العيش في السويد للسوريين
مزايا:
- فرص العمل: السويد تقدم فرص عمل متنوعة، خصوصًا في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا.
- الحقوق الاجتماعية: يتمتع السوريون بحقوق اجتماعية وصحية متساوية مع المواطنين السويديين، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
- البيئة الآمنة: تعد السويد من بين الدول التي توفر بيئة آمنة ومستقرة للاجئين.
- التنوع الثقافي: تعيش في السويد جاليات من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل السوريين يشعرون بالانتماء والتقبل.
عيوب:
- التحديات الاقتصادية: رغم الفرص، إلا أن البطالة لا تزال تحديًا كبيرًا بالنسبة للكثير من السوريين، خاصة في المناطق النائية.
- صعوبة الاندماج: يواجه العديد من اللاجئين تحديات في الاندماج الثقافي والاجتماعي، خاصة بسبب الفوارق في اللغة والعادات.
- الظروف الجوية: الطقس البارد والطويل في السويد قد يكون تحديًا للكثير من السوريين الذين يعتادون على المناخ الدافئ في سوريا.
مستقبل اللاجئين السوريين في السويد
على الرغم من التحديات التي يواجهها السوريون في السويد، فإن المستقبل يبدو واعدًا لهم في هذا البلد. من المتوقع أن تستمر السويد في دعم اللاجئين من خلال برامج الاندماج والتعليم المهني، مما يسهل عليهم الدخول في سوق العمل السويدي. إضافة إلى ذلك، مع مرور الوقت، يكتسب الجيل الثاني من السوريين المهارات اللغوية والثقافية التي تسهل اندماجهم في المجتمع السويدي.
من الممكن أن يكون المستقبل أكثر استقرارًا للسوريين في السويد إذا تم تعزيز سياسات الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى توفير دعم أكبر للمهاجرين في تعلم اللغة السويدية والحصول على تدريب مهني متخصص.
اقرأ أيضاً: عدد السوريين في ألمانيا
خاتمة
على الرغم من التحديات التي يواجهها السوريون في السويد، إلا أن البلاد توفر بيئة آمنة وفرصًا متعددة لتحقيق الاستقرار المهني والاجتماعي. مع استمرار الدعم الحكومي والسعي نحو تحسين سياسات الاندماج، من المتوقع أن يتزايد عدد السوريين الذين يحققون نجاحًا في السويد مع مرور الوقت.