عدد السوريين في العراق
منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، لجأ العديد من السوريين إلى دول الجوار بحثًا عن الأمان والفرص الجديدة. العراق كان من بين الدول التي استقبلت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين على مدار السنوات الماضية. في هذه المقالة، سنتناول عدد السوريين في العراق في 2025، التغيرات التي شهدتها أعدادهم في السنوات الأخيرة، توزيعهم الجغرافي في مختلف المحافظات العراقية، المهن التي يعملون فيها، الرواتب، بالإضافة إلى مزايا وعيوب الحياة في العراق بالنسبة لهم، وأخيرًا سنناقش مستقبل اللاجئين السوريين في العراق.
تغير أعداد السوريين في العراق في السنوات الأخيرة
تزايدت أعداد اللاجئين السوريين في العراق بشكل ملحوظ منذ بداية النزاع في سوريا. وفقًا لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في 2025، يُقدّر عدد السوريين في العراق بحوالي 250,000 شخص. هذا الرقم يعكس زيادة مستمرة في عدد السوريين الذين يبحثون عن مأوى وأمان في العراق.
التغيرات في الأعداد:
- الظروف الأمنية في سوريا: استمرار الحرب في سوريا دفع العديد من السوريين إلى البحث عن ملاذ آمن في الدول المجاورة مثل العراق.
- الضغوط الاقتصادية في العراق: على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق، إلا أن وجود السوريين في بعض المناطق مستمر بسبب الروابط الثقافية واللغوية.
- الإجراءات الحكومية العراقية: في بداية الأزمة، لم يكن للعراق سياسة موحدة لاستقبال اللاجئين، ولكن في السنوات الأخيرة تم تحسين الأطر القانونية للإقامة والعمل.
توزيع السوريين في محافظات العراق
على الرغم من أن السوريين موجودون في معظم أنحاء العراق، إلا أن هناك بعض المحافظات التي يتركز فيها العدد الأكبر منهم:
- محافظة أربيل: تعدّ محافظة أربيل في إقليم كردستان العراق من أهم الأماكن التي يستقر فيها السوريون. هناك جالية سورية كبيرة في المدينة، حيث يقدر عددهم بحوالي 100,000 شخص. المدينة تقدم فرصًا للعيش والعمل بفضل تطورها الاقتصادي.
- محافظة السليمانية: تعتبر السليمانية من المناطق التي شهدت تواجدًا متزايدًا للاجئين السوريين، حيث يصل عددهم إلى حوالي 60,000 شخص. المدينة تتمتع بخدمات جيدة، حيث تُقدّم فرص عمل في مختلف المجالات.
- محافظة دهوك: تعدّ دهوك أيضًا واحدة من الأماكن الرئيسية التي يستقر فيها السوريون في العراق. يعيش فيها حوالي 40,000 سوري، معظمهم في مخيمات اللاجئين أو في مساكن خاصة.
- محافظة بغداد: رغم كونها العاصمة، إلا أن السوريين في بغداد يقدر عددهم بحوالي 30,000 شخص، وهم يعملون في قطاعات مختلفة مثل التجارة والخدمات.
المهن التي يعمل بها السوريون والرواتب
المهن:
يعمل السوريون في العراق في مجموعة متنوعة من القطاعات، ومنها:
- التجارة: العديد من السوريين يفتحون محلات تجارية صغيرة، خاصة في بغداد وأربيل. يختصون في بيع المواد الغذائية، الملابس، والأدوات المنزلية.
- المقاولات والبناء: يعد قطاع البناء والمقاولات من المجالات المهمة التي يعمل فيها السوريون، خاصة في إقليم كردستان.
- الزراعة: نظرًا للخبرة التي يمتلكها السوريون في الزراعة، هناك عدد كبير منهم يعمل في هذا القطاع في المناطق الريفية في دهوك وأربيل.
- الخدمات: العديد من السوريين يعملون في قطاع الخدمات مثل المطاعم، المقاهي، والتنظيف.
الرواتب:
تتفاوت الرواتب التي يتقاضاها السوريون في العراق بناءً على نوع العمل:
- في الوظائف اليدوية مثل البناء، تتراوح الرواتب بين 500,000 إلى 800,000 دينار عراقي شهريًا.
- في المهن التجارية مثل المحلات الصغيرة أو المطاعم، يتراوح الراتب بين 600,000 إلى 1,200,000 دينار عراقي شهريًا.
- في المهن ذات المهارات العالية مثل البرمجة أو الترجمة، قد يصل الراتب إلى 1,500,000 دينار عراقي أو أكثر.
مزايا وعيوب الحياة في العراق للسوريين
المزايا:
- الروابط الثقافية واللغوية: نظرًا للتشابه الثقافي واللغوي بين السوريين والعراقيين، يجد السوريون سهولة في التكيف مع الحياة في العراق.
- فرص العمل في بعض القطاعات: يوجد في العراق العديد من الفرص التجارية التي يمكن للسوريين الاستفادة منها، خاصة في المناطق الكردية التي تشهد ازدهارًا اقتصاديًا.
- الاستقرار النسبي في إقليم كردستان: توفر المناطق في إقليم كردستان بيئة مستقرة نسبيًا للاجئين السوريين، مما يجعلها مكانًا مفضلًا للعيش.
العيوب:
- الظروف الاقتصادية: يعاني العراق من ظروف اقتصادية صعبة، حيث يعاني الكثير من السوريين من صعوبة الحصول على دخل ثابت بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.
- الضغوط على الخدمات: بما أن العراق يستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين من دول مختلفة، يعاني اللاجئون من ضغوط على الخدمات العامة مثل التعليم والصحة.
- التحديات القانونية: على الرغم من السماح للاجئين السوريين بالعيش والعمل في العراق، إلا أن بعض الإجراءات القانونية قد تكون معقدة، مما يعوق العديد من اللاجئين في الحصول على تصاريح عمل أو إقامة طويلة الأمد.
مستقبل اللاجئين السوريين في العراق
يعتبر مستقبل السوريين في العراق مسألة غير مؤكدة، ويعتمد على عدة عوامل:
- تحسن الوضع في سوريا: إذا تحسنت الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا، قد يختار العديد من اللاجئين العودة إلى وطنهم.
- التطورات الاقتصادية في العراق: إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية في العراق، قد يجد السوريون فرصًا أفضل للاستقرار وتحقيق حياة أفضل في البلد.
- السياسات الحكومية العراقية: سياسات الحكومة العراقية تجاه اللاجئين ستكون لها تأثير كبير على مستقبل السوريين في العراق، بما في ذلك الحصول على تصاريح إقامة وعمل.
اقرأ أيضاً: عدد السوريين في تركيا