عدد السوريين في اليمن

منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، شهدت العديد من الدول توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، الذين فروا من النزاع والظروف الصعبة في بلادهم. اليمن، الذي يعاني هو الآخر من صراع مستمر منذ عام 2015، استقبل العديد من السوريين الذين وجدوا فيه ملاذًا آمنًا. في هذا المقال، نستعرض تطور عدد السوريين في اليمن في السنوات الأخيرة، الأسباب التي أدت إلى هذه التغيرات، توزعهم في مختلف المحافظات، المهن التي يعملون بها، الرواتب، بالإضافة إلى مزايا وعيوب الحياة في اليمن للسوريين. كما سنلقي نظرة على المستقبل المتوقع للاجئين السوريين في اليمن لعام 2025.

عدد السوريين في اليمن في 2025

بحسب التقارير الإحصائية المتاحة لعام 2024، يُقدر عدد السوريين المقيمين في اليمن بنحو 300,000 لاجئ سوري. ومن المتوقع أن يشهد العدد زيادة طفيفة في عام 2025 بسبب تدفق المزيد من اللاجئين جراء استمرار الأزمات في المنطقة. يتوزع هؤلاء اللاجئون في العديد من المدن اليمنية، رغم الصعوبات التي يواجهونها بسبب الوضع الأمني والاقتصادي المتدهور في البلاد.

تغير أعداد السوريين في اليمن في السنوات الأخيرة

شهدت السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة في أعداد السوريين المقيمين في اليمن. ففي عام 2015، عندما بدأ النزاع في اليمن، كانت الأعداد تقتصر على بضعة آلاف فقط. ولكن مع مرور الوقت، ازدادت الأعداد نتيجة لتفاقم الوضع في سوريا، فضلاً عن تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في اليمن نفسها.

في عام 2024، وصل العدد إلى نحو 300,000، بعد أن توافد العديد من السوريين الذين فشلوا في العثور على ملاذات آمنة في دول أخرى أو الذين لم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم. كما أن العديد منهم يعملون في وظائف مختلفة، خاصة في المجالات التي يعاني فيها سوق العمل اليمني من نقص في العمالة الماهرة.

توزيع السوريين في المحافظات اليمنية

يتوزع السوريون في اليمن بشكل رئيسي في المناطق الكبرى مثل العاصمة صنعاء وعدن والمناطق المحيطة بها. وبالرغم من الأوضاع الصعبة في هذه المدن، فإنها لا تزال تُعدّ الوجهة الأكثر جذبًا بسبب توفر بعض الفرص الاقتصادية والخدمية.

  • صنعاء: تعد أكبر تجمع للاجئين السوريين، حيث يقطن فيها أكثر من 40% من عدد السوريين في اليمن.
  • عدن: تعتبر من الوجهات المهمة للسوريين بسبب الأجواء الملائمة نسبيًا والفرص الاقتصادية المحدودة.
  • تعز و المكلا: تشهدان أيضًا تواجدًا ملحوظًا للسوريين، حيث يتركز العديد منهم في المناطق ذات الدخل المحدود.

المهن التي يعمل بها السوريون في اليمن

يواجه السوريون في اليمن تحديات كبيرة في سوق العمل نظرًا للوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في البلاد. إلا أنهم استطاعوا أن يندمجوا في بعض القطاعات المهنية التي تتطلب مهارات معينة:

  • القطاع الصحي: العديد من السوريين يعملون كأطباء وممرضين في المستشفيات والمراكز الصحية.
  • القطاع التعليمي: توجد نسبة كبيرة من السوريين العاملين كمدرسين في مدارس خاصة أو مدارس دولية.
  • القطاع التجاري: بعض السوريين يديرون محال تجارية صغيرة، خاصة في المدن الكبرى مثل صنعاء وعدن.
  • المهن الحرة: عمل بعض السوريين في مجالات الهندسة أو البرمجة أو التصميم الجرافيكي.

بالنسبة للرواتب، يمكن القول إن السوريين في اليمن يتقاضون رواتب منخفضة مقارنةً بالدول الأخرى، إذ يتراوح راتب الموظف السوري بين 150 و 300 دولار شهريًا في بعض المجالات، بينما قد تصل الرواتب في المجالات الطبية أو التعليمية إلى ما يزيد عن 500 دولار في بعض الحالات، ولكن هذا يتوقف على الوضع المحلي في المناطق المختلفة.

مزايا وعيوب الحياة في اليمن للسوريين

المزايا:

  1. القرب الجغرافي: اليمن قريب من سوريا من الناحية الجغرافية، مما يسهل التنقل والاتصال بالعائلة والأصدقاء.
  2. الفرص التعليمية: بعض السوريين يجدون فرصًا في قطاع التعليم، سواء كمعلّمين أو طلاب في الجامعات اليمنية.
  3. المرونة في الإقامة: يسمح العديد من المناطق في اليمن للسوريين بالبقاء والعمل دون الحاجة إلى الكثير من الأوراق أو التصاريح المعقدة.

العيوب:

  1. الوضع الأمني: يشهد اليمن صراعًا داخليًا منذ عام 2015، مما يشكل تهديدًا للأمن الشخصي للاجئين السوريين.
  2. الاقتصاد المتدهور: يعاني الاقتصاد اليمني من مشاكل كبيرة، مما يجعل من الصعب على السوريين العثور على وظائف جيدة.
  3. ضعف الخدمات الصحية والتعليمية: بالرغم من وجود بعض الخدمات، إلا أن مستوى الرعاية الصحية والتعليمية في اليمن لا يرقى إلى المستوى المطلوب.

مستقبل اللاجئين السوريين في اليمن

مع استمرار الأوضاع في سوريا واليمن على ما هي عليه، يتوقع أن يظل عدد اللاجئين السوريين في اليمن مستقرًا أو يتزايد قليلاً في السنوات القادمة. ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي والأمني المتدهور في اليمن سيبقى عقبة كبيرة أمام تحسين أوضاعهم المعيشية. قد تلعب المنظمات الإنسانية دورًا كبيرًا في تحسين الظروف للسوريين، ولكن تبقى فرص العودة إلى سوريا أو الهجرة إلى دول أخرى هي الخيار الأكثر تداولًا في السنوات القادمة.

اقرأ أيضاً: عدد السوريين في سلطنة عمان

الخاتمة

بينما يبقى الوضع في اليمن صعبًا، يبقى السوريون جزءًا مهمًا من المجتمع اليمني في العديد من المناطق. ولكن مع تغير الظروف الأمنية والاقتصادية، يبقى مستقبلهم غير محدد، ويتطلب الكثير من الدعم الدولي والمحلي لتحسين أوضاعهم وتحقيق فرص أفضل للحياة والعمل في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى