عدد السوريين في تونس

تشهد أعداد السوريين في تونس تغيرات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تحولت هذه البلاد إلى وجهة رئيسية للاجئين السوريين الذين يبحثون عن حياة جديدة بعيداً عن النزاع في سوريا. في هذا المقال، سنتناول أعداد السوريين في تونس في عام 2025، مقارنةً بما كان عليه الوضع في 2024، بالإضافة إلى توزيعهم في المحافظات، المهن التي يعملون بها، الرواتب، وما إذا كانت تونس تعد مكاناً جيداً للاجئين السوريين من حيث المزايا والعيوب.

عدد السوريين في تونس عام 2025

بحسب تقارير رسمية وإحصائيات غير حكومية، يقدر عدد السوريين المقيمين في تونس بحوالي 35,000 شخص في عام 2024. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في عام 2025 مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى تونس. رغم أن تونس لا تشهد تدفقاً ضخماً مقارنةً بدول أخرى في المنطقة، إلا أن هناك زيادة في أعداد السوريين الذين يتوجهون إليها بحثاً عن الأمان والفرص الاقتصادية.

تغير أعداد السوريين في تونس في السنوات الأخيرة

في السنوات الأخيرة، شهدت أعداد السوريين في تونس تغيرات ملحوظة. في بداية الأزمة السورية، كانت تونس وجهة غير رئيسية للاجئين السوريين. ولكن مع تزايد الحاجة للهجرة بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية في سوريا، أصبحت تونس أكثر جذباً للسوريين. في عام 2020، كان هناك حوالي 20,000 لاجئ سوري، بينما شهدت هذه الأعداد زيادة في السنوات التالية بسبب الاستقرار النسبي في تونس مقارنةً بدول أخرى مثل ليبيا أو الجزائر.

أسباب الزيادة تشمل:

  1. تحسن الوضع الأمني في تونس: رغم التحديات الأمنية الداخلية، تعتبر تونس أكثر أماناً من دول الجوار.
  2. الفرص التعليمية: توفر تونس فرصاً تعليمية جيدة للاجئين السوريين، مما يجعلها وجهة جذابة للعائلات.
  3. التكلفة المعيشية المقبولة: مقارنة ببعض الدول الأوروبية، تعتبر تكلفة المعيشة في تونس أقل مما يسهل على اللاجئين بدء حياة جديدة.

توزيع السوريين في المحافظات التونسية

يتوزع السوريون في تونس بشكل رئيسي في العاصمة تونس الكبرى وبعض المدن الأخرى الكبرى مثل سوسة وصفاقس. المدن الكبرى تحتضن تجمعات كبيرة من السوريين الذين يبحثون عن فرص عمل ودراسة. في العاصمة تونس، يعيش أكثر من نصف المجتمع السوري، حيث تتوفر فرص العمل والتعليم، بينما يفضل آخرون الاستقرار في المناطق السياحية مثل سوسة.

المهن التي يعملون بها والرواتب

أغلب اللاجئين السوريين في تونس يعملون في قطاعات تتطلب مهارات منخفضة أو متوسطة. من بين المهن التي يعمل بها السوريون في تونس:

  • الإنشاءات: العديد من السوريين يعملون في مجال البناء والتشييد، حيث توجد فرص عمل في المشاريع الكبرى.
  • القطاع الزراعي: بسبب الخبرات السابقة لبعض السوريين في الزراعة، يعملون في هذا القطاع في مناطق داخلية من تونس.
  • القطاع التجاري: بعض السوريين يفتحون مشاريع صغيرة أو يعملون في المحلات التجارية مثل المطاعم أو المتاجر الصغيرة.
  • التدريس والترجمة: هناك عدد من السوريين الذين يعملون في مجال التدريس، خاصةً في اللغات العربية أو الإنجليزية، إضافة إلى الترجمة.

أما بالنسبة للرواتب، فهي تختلف حسب القطاع والمستوى المهني. في المتوسط، يتراوح راتب السوريين العاملين في القطاع الزراعي أو الإنشاءات بين 500 و800 دينار تونسي شهرياً، بينما قد يصل دخل السوريين في بعض المجالات المهنية مثل التدريس أو الترجمة إلى 1,000 دينار تونسي شهرياً.

مزايا وعيوب العيش في تونس للسوريين

المزايا:

  1. الاستقرار السياسي النسبي: رغم بعض التحديات، تعتبر تونس أكثر استقراراً من جيرانها.
  2. التعليم الجيد: توفر الجامعات والمدارس التونسية فرصاً تعليمية عالية.
  3. الحرية الاجتماعية: تونس تشهد حرية نسبية مقارنة ببعض الدول العربية الأخرى.
  4. التكلفة المعيشية المقبولة: مقارنة بالدول الأوروبية، تكاليف المعيشة في تونس معقولة.

العيوب:

  1. صعوبة الحصول على عمل دائم: رغم وجود فرص، فإن إيجاد عمل ثابت يمكن أن يكون صعباً للسوريين في بعض المجالات.
  2. التحديات القانونية: السوريون في تونس يواجهون صعوبة في الحصول على تصاريح عمل أو إقامة طويلة الأمد.
  3. نقص الدعم الحكومي: الحكومة التونسية لا تقدم دعماً كبيراً للاجئين مقارنة بدول أخرى.
  4. التمييز الاجتماعي: يعاني بعض السوريين من التمييز الاجتماعي، حيث يواجهون تحديات في الاندماج في المجتمع المحلي.

مستقبل اللاجئين السوريين في تونس

مستقبل السوريين في تونس يبدو محكوماً بعدة عوامل. بالنظر إلى التطورات الحالية، من المتوقع أن يظل عدد السوريين في تونس في ازدياد خلال السنوات المقبلة. ومع ذلك، لا يزال التحدي الأكبر هو القدرة على إيجاد حلول شاملة لدعمهم من حيث التعليم والعمل والإقامة الدائمة. قد يعتمد مستقبلهم على السياسات الحكومية في تونس في المستقبل، وخاصة في مجال توسيع فرص العمل وتقديم الدعم الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: عدد السوريين في الجزائر

الخاتمة

تعد تونس وجهة جيدة للاجئين السوريين مقارنة ببعض الدول المجاورة، ولكنها لا تخلو من التحديات. مع استمرار زيادة أعداد السوريين في تونس، من المهم أن تتعاون الجهات المعنية لتوفير بيئة داعمة أكثر تساهم في دمجهم بشكل أفضل في المجتمع التونسي.

زر الذهاب إلى الأعلى