عدد السوريين في كندا
تعد كندا واحدة من الوجهات المفضلة للاجئين السوريين الذين فروا من النزاع المستمر في بلادهم. مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى كندا، يشهد هذا البلد تغيرات ملحوظة في عددهم وتوزعهم داخل مختلف المقاطعات. في هذه المقالة، سنستعرض عدد السوريين في كندا عام 2025، وكيف تطورت أعدادهم في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى توزيعهم في المحافظات الكندية، والمهن التي يعملون بها، والأجور التي يحصلون عليها. كما سنتطرق إلى مزايا وعيوب الحياة في كندا بالنسبة للسوريين، ونلقي نظرة على المستقبل المتوقع للاجئين السوريين في هذا البلد.
عدد السوريين في كندا 2025
تشير التوقعات إلى أن عدد السوريين في كندا سيصل إلى حوالي 150,000 شخص في عام 2025، بناءً على البيانات الحالية وتدفق اللاجئين المستمر. في عام 2024، كان عدد السوريين في كندا يقدر بحوالي 144,000 نسمة، معظمهم من اللاجئين الذين وصلوا عبر برامج إعادة التوطين، إلى جانب بعض الذين حصلوا على تأشيرات أخرى مثل تأشيرات العمل والدراسة.
الزيادة في أعداد السوريين تعود بشكل أساسي إلى السياسات الإنسانية التي تتبعها كندا تجاه اللاجئين، والتي تشمل برامج استقبال واسعة وإجراءات تسهيلية للم شمل العائلات.
تغير أعداد السوريين في كندا في السنوات الأخيرة والأسباب
في السنوات الأخيرة، شهدت أعداد السوريين في كندا زيادة ملحوظة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:
- الأزمة السورية: النزاع المستمر في سوريا منذ عام 2011 أدى إلى تدفق كبير للاجئين إلى الخارج، وكندا كانت واحدة من الدول الرائدة في استيعاب هؤلاء اللاجئين.
- السياسات الإنسانية: الحكومة الكندية تبنت سياسة استقبال اللاجئين السوريين بشكل موسع منذ عام 2015، حيث استقبلت أكثر من 40,000 لاجئ سوري في تلك السنة وحدها. هذه السياسات استمرت في السنوات التالية.
- برامج لم شمل العائلات: العديد من اللاجئين السوريين الذين استقروا في كندا تمكنوا من جلب أفراد أسرهم إلى هناك عبر برامج لم شمل العائلات.
- الفرص الاقتصادية والتعليمية: البحث عن حياة أفضل وفرص عمل أفضل كان دافعاً مهماً للاجئين السوريين للانتقال إلى كندا، حيث تتمتع البلاد بنظام تعليمي وصحي قوي وفرص عمل متعددة.
توزيع السوريين في المحافظات الكندية
يتوزع السوريون في كندا على العديد من المقاطعات، لكن أكبر تجمع لهم يوجد في مقاطعة أونتاريو، خاصة في مدينة تورونتو التي تعد مركزاً للعديد من المهاجرين واللاجئين. تشمل التوزيعات الأخرى:
- أونتاريو: تعد مقاطعة أونتاريو من أكبر الوجهات للسوريين، حيث يعيش فيها حوالي 45% من السوريين في كندا.
- كيبيك: تحتل كيبيك المرتبة الثانية في استضافة السوريين، مع تجمعات كبيرة في مونتريال.
- كولومبيا البريطانية: هناك عدد كبير من السوريين في مدينة فانكوفر، خاصة في مناطق معينة.
- ألبرتا: مدينة إدمونتون تعد من أبرز المدن التي شهدت استقراراً للسوريين في هذه المقاطعة.
المهن التي يعمل بها السوريون في كندا والرواتب
أثبت العديد من السوريين في كندا قدرتهم على الاندماج في سوق العمل، رغم التحديات التي يواجهونها في البداية مثل حاجز اللغة واختلاف الشهادات العلمية. يعمل السوريون في مجموعة متنوعة من المهن، بما في ذلك:
- القطاع الصحي: العديد من السوريين الحاصلين على تعليم طبي أو تمريض نجحوا في الحصول على وظائف في المستشفيات والمراكز الصحية.
- البناء والهندسة: السوريون الذين لديهم خلفية في الهندسة والبناء تمكنوا من الالتحاق بسوق العمل في قطاع البناء.
- الخدمات والمطاعم: قطاع الخدمات هو من أكبر القطاعات التي يعمل بها السوريون، خاصة في مجال تقديم الطعام.
- التكنولوجيا: هناك أيضاً عدد متزايد من السوريين الذين دخلوا قطاع التكنولوجيا، لا سيما في المدن الكبرى مثل تورونتو وفانكوفر.
أما بالنسبة للأجور، فيمكن القول إن الرواتب تتفاوت حسب المجال. على سبيل المثال، العاملون في قطاع الرعاية الصحية قد يتقاضون بين 45,000 إلى 100,000 دولار سنوياً، بينما يعمل آخرون في قطاعات البناء والخدمات براتب يتراوح بين 30,000 إلى 50,000 دولار سنوياً.
مزايا وعيوب كندا للسوريين
المزايا:
- الاستقرار والأمن: كندا تعد واحدة من أكثر الدول استقراراً وأمناً في العالم، وهو ما يبحث عنه الكثير من السوريين.
- الفرص الاقتصادية: توفر كندا فرص عمل جيدة، خاصة في المدن الكبرى.
- نظام الرعاية الصحية: السوريون في كندا يستفيدون من نظام الرعاية الصحية العام، وهو من أبرز مزايا الحياة في البلاد.
- التعليم: النظام التعليمي الكندي يعتبر من الأفضل عالمياً، مما يتيح للأبناء فرصة تعليمية ممتازة.
العيوب:
- الطقس البارد: الطقس في كندا بارد جداً في فصل الشتاء، مما قد يشكل تحدياً كبيراً لبعض السوريين.
- الحواجز الثقافية واللغوية: يمكن أن يواجه بعض السوريين صعوبة في التكيف مع الثقافة الكندية، خاصة من حيث اللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
- تكاليف المعيشة المرتفعة: المدن الكبرى مثل تورونتو وفانكوفر تشهد تكاليف معيشة مرتفعة، وهو ما قد يمثل عبئاً مالياً على العائلات السورية.
مستقبل اللاجئين السوريين في كندا
من المتوقع أن يظل مستقبل اللاجئين السوريين في كندا إيجابياً بفضل سياسات الهجرة الإنسانية التي تتبعها الحكومة الكندية. ومع التحسينات المستمرة في برامج الاندماج، يتوقع أن يواصل السوريون لعب دور مهم في المجتمع الكندي، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية.
اقرأ أيضاً: عدد السوريين في هولندا
خاتمة
كندا تظل وجهة رئيسية للاجئين السوريين بفضل سياساتها الإنسانية والفرص التي توفرها لهم. في عام 2025، يتوقع أن يتزايد عدد السوريين في البلاد، مما يعكس نجاح برامج إعادة التوطين والاندماج. على الرغم من التحديات التي يواجهها البعض، إلا أن الحياة في كندا تبقى فرصة كبيرة لمستقبل أفضل للسوريين الذين اختاروا هذا البلد مكاناً للعيش والازدهار.