عدد السوريين في لبنان

لطالما كانت لبنان واحدة من أبرز الوجهات للاجئين السوريين منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011. حيث استقبلت لبنان أعدادًا ضخمة من اللاجئين السوريين، مما جعلها واحدة من الدول الأكثر تأثرًا بالنزاع السوري. في هذه المقالة، سنتناول عدد السوريين في لبنان في 2025، التغيرات التي شهدتها أعدادهم في السنوات الأخيرة، توزيعهم الجغرافي في مختلف المحافظات اللبنانية، المهن التي يعملون فيها، الرواتب، بالإضافة إلى مزايا وعيوب الحياة في لبنان بالنسبة لهم، وأخيرًا سنناقش مستقبل اللاجئين السوريين في لبنان.

تغير أعداد السوريين في لبنان في السنوات الأخيرة

منذ اندلاع الأزمة السورية، أصبح لبنان واحدًا من الدول التي استقبلت أعدادًا ضخمة من اللاجئين السوريين. وفقًا لتقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في 2025، يقدر عدد السوريين في لبنان بحوالي 1.5 مليون شخص، أي أكثر من ربع السكان اللبنانيين.

التغيرات في الأعداد:

  • الظروف الأمنية في سوريا: استمرار الحرب والنزاع في سوريا دفع العديد من السوريين للهروب إلى لبنان بحثًا عن الأمان.
  • السياسات اللبنانية: على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية في لبنان، إلا أن اللاجئين السوريين وجدوا ملاذًا في لبنان نتيجة للروابط التاريخية واللغوية بين البلدين.
  • الأزمات الاقتصادية في لبنان: منذ عام 2019، شهد لبنان أزمة اقتصادية حادة أدت إلى صعوبات إضافية على اللاجئين السوريين الذين يعانون من ضغط اقتصادي متزايد.

توزيع السوريين في محافظات لبنان

يعيش السوريون في العديد من المحافظات اللبنانية، إلا أن هناك بعض المناطق التي تشهد تركزًا أكبر من غيرها:

خريطة لبنان
  • محافظة بيروت: العاصمة اللبنانية، حيث يقدر عدد السوريين المقيمين فيها بحوالي 300,000 شخص. يتوزع السوريون في مناطق مثل البقاع و الضاحية الجنوبية.
  • محافظة البقاع: تعتبر منطقة البقاع واحدة من أكبر الأماكن التي يستقر فيها اللاجئون السوريون، حيث يصل عددهم إلى أكثر من 400,000 شخص، بما في ذلك مناطق مثل زحلة، بعلبك، والهرمل.
  • محافظة الشمال: تستقبل محافظة الشمال اللبنانية حوالي 200,000 سوري، حيث يعيشون في طرابلس، عكار، والضنية.
  • محافظة جبل لبنان: هناك تواجد ملحوظ للاجئين في المناطق الساحلية مثل جونية و كسروان.

المهن التي يعمل بها السوريون والرواتب

المهن:

يعمل السوريون في لبنان في مجموعة متنوعة من القطاعات. بعض المهن التي يزاولها السوريون تشمل:

  • الإنشاءات: يعتبر قطاع البناء أحد المجالات الرئيسية التي يعمل فيها السوريون في لبنان، حيث يعمل العديد منهم في مواقع البناء والإنشاءات الكبرى.
  • الزراعة: نظرًا للخبرة التي يمتلكها السوريون في الزراعة، يعمل الكثير منهم في الأراضي الزراعية في البقاع والشمال اللبناني.
  • المطاعم والمقاهي: يساهم العديد من السوريين في إدارة المطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات السورية التقليدية.
  • القطاع التجاري: يعمل العديد من السوريين في محلات بيع الملابس، المواد الغذائية، والتجارة العامة في مختلف المناطق اللبنانية.

الرواتب:

تتفاوت الرواتب التي يتقاضاها السوريون في لبنان حسب نوع المهنة:

  • في الوظائف العادية مثل العمل في البناء أو الزراعة، تتراوح الرواتب بين 500,000 إلى 1,000,000 ليرة لبنانية شهريًا.
  • في الوظائف ذات المهارات العالية مثل البرمجة أو الترجمة، قد تتراوح الرواتب من 2,000,000 إلى 3,000,000 ليرة لبنانية شهريًا.
  • يعاني العديد من السوريين من تدني الرواتب بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، والتي أدت إلى تدهور قيمة الليرة اللبنانية.

مزايا وعيوب الحياة في لبنان للسوريين

المزايا:

  • القرب الجغرافي والروابط الثقافية: العلاقة القوية بين سوريا ولبنان من حيث اللغة والدين يسهل على السوريين التكيف في لبنان.
  • الفرص التجارية: يجد العديد من السوريين فرصًا للعمل في المشاريع التجارية الخاصة بهم، خاصة في قطاع المطاعم والمحلات التجارية.
  • التعليم والخدمات الصحية: يوفر لبنان للاجئين السوريين فرصًا تعليمية وصحية على الرغم من التحديات المالية.

العيوب:

  • الظروف الاقتصادية: تعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة للسوريين بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.
  • التمييز الاجتماعي: يعاني بعض السوريين من العنصرية والتمييز في بعض المناطق اللبنانية، خاصةً في الأوقات التي تشهد فيها البلاد الأزمات الاقتصادية.
  • الضغط على الخدمات العامة: نظرًا لعدد اللاجئين الكبير، يعاني بعض السوريين من صعوبة الوصول إلى الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية.

مستقبل اللاجئين السوريين في لبنان

يعد مستقبل السوريين في لبنان مسألة معقدة، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل:

  • التحسن المحتمل في الوضع الأمني في سوريا: إذا تحسن الوضع في سوريا، قد يعود العديد من اللاجئين إلى وطنهم.
  • السياسات الحكومية اللبنانية: تتأثر سياسة لبنان تجاه اللاجئين السوريين بتطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ويشمل ذلك قوانين العمل والإقامة.
  • الضغوط الاقتصادية: إذا استمرت الأزمة الاقتصادية في لبنان، قد يجد السوريون أنفسهم في وضع صعب مما يدفعهم للبحث عن ملاذات أخرى في المستقبل.

اقرأ أيضاً: عدد السوريين في مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى