عدد السوريين في مصر
شهدت مصر في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد اللاجئين السوريين الذين هربوا من الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت عام 2011. حيث سعى العديد منهم إلى إيجاد فرص أفضل للحياة في مصر نظرًا لقربها الجغرافي وسهولة الانتقال إليها. في هذه المقالة، سنتناول عدد السوريين في مصر في عام 2025، كيف تغيرت أعدادهم في السنوات الماضية، توزيعهم الجغرافي في مختلف المحافظات المصرية، المهن التي يعملون فيها، الرواتب، بالإضافة إلى مزايا وعيوب الحياة في مصر بالنسبة لهم، وأخيرًا سنناقش مستقبل اللاجئين السوريين في مصر.
تغير أعداد السوريين في مصر في السنوات الأخيرة
تزايدت أعداد اللاجئين السوريين في مصر بشكل كبير منذ اندلاع الأزمة السورية. وفقًا لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، في عام 2025، يُقدّر عدد السوريين في مصر بحوالي 600,000 شخص. هذا الرقم يُعتبر مرتفعًا مقارنة بـ 200,000 في عام 2013، مما يبرز الزيادة المستمرة في عدد السوريين بسبب استمرار النزاع في سوريا وارتفاع أعداد طالبي اللجوء.
الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة تشمل:
- الظروف السياسية والاقتصادية في سوريا: استمرار الحرب والنزاع في سوريا أجبر العديد من السوريين على مغادرة بلادهم بحثًا عن الأمان.
- القرب الجغرافي والروابط الثقافية: مصر تقدم للسوريين بيئة مألوفة من حيث اللغة والدين، مما يجعلها وجهة مفضلة للعديد من السوريين.
- الإجراءات القانونية والإدارية: مصر كانت من بين الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين بشكل قانوني، حيث حصل العديد منهم على تصريح إقامة عمل أو تعليم.
توزيع السوريين في محافظات مصر
يعيش السوريون في مختلف محافظات مصر، لكن هناك بعض المحافظات التي يتركز فيها العدد الأكبر. يتمركز العديد من السوريين في:
- محافظة القاهرة: تعتبر العاصمة المصرية من أكبر الوجهات التي يستقر فيها السوريون. يتركز العديد منهم في مناطق مثل المهندسين، مدينة نصر، والزمالك حيث تتوفر فرص عمل وخدمات متنوعة.
- محافظة الإسكندرية: المدينة الساحلية التي تعد واحدة من الوجهات الرئيسية للسوريين، حيث يتمتع السوريون هناك بفرص عمل خاصة في التجارة والمطاعم.
- محافظة دمياط: المعروفة بصناعة الأثاث، حيث يعمل العديد من السوريين في مجال صناعة الأثاث.
- محافظة الجيزة: تزداد فيها أعداد السوريين بسبب قربها من العاصمة والفرص التجارية المتاحة.
المهن التي يعمل بها السوريون والرواتب
المهن:
يعمل العديد من السوريين في مصر في مجموعة متنوعة من القطاعات، والتي تشمل:
- التجارة: حيث يُدير العديد من السوريين محلات تجارية في مجالات مختلفة مثل المواد الغذائية، الملابس، وصناعة الأثاث.
- المطاعم والمقاهي: تعتبر المطاعم والمقاهي التي تقدم الطعام السوري من أكثر الأماكن التي يعمل بها السوريون، خاصة في القاهرة والإسكندرية.
- القطاع الصناعي: يُوظف العديد من السوريين في مجال صناعة الأثاث في دمياط، وكذلك في قطاعات أخرى مثل البناء.
- العمل الحر: يشارك عدد من السوريين في الأعمال الحرة مثل الترجمة، البرمجة، والتصميم.
الرواتب:
تختلف الرواتب التي يتلقاها السوريون حسب القطاع والمهنة، لكن بشكل عام، تكون الرواتب في مصر منخفضة مقارنة بالدول الأوروبية. يتراوح متوسط الراتب الشهري للمغتربين السوريين في مصر بين 3,000 إلى 7,000 جنيه مصري، ولكن يمكن أن يرتفع هذا المبلغ في المهن ذات المهارات العالية مثل البرمجة أو الترجمة.
مزايا وعيوب مصر للسوريين
المزايا:
- الروابط الثقافية واللغوية: المصريون والسوريون يشتركون في العديد من القيم الثقافية والدينية، مما يسهل على السوريين التكيف في المجتمع المصري.
- قرب المسافة: مصر قريبة جغرافيًا من سوريا، مما يسهل على السوريين السفر والعودة في حالة الحاجة.
- الفرص التجارية: توفر مصر فرصًا تجارية جيدة خاصة في قطاعي التجارة والخدمات، مما يتيح للسوريين بدء مشاريعهم الخاصة.
- التعليم والصحة: النظام التعليمي والصحي في مصر متاح للكثير من اللاجئين السوريين، مما يسهم في تحسين حياتهم في المستقبل.
العيوب:
- الظروف الاقتصادية: رغم وجود فرص، إلا أن الوضع الاقتصادي في مصر يعاني من ضغوط بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، مما قد يؤثر على مستوى معيشة السوريين.
- التمييز الاجتماعي: يعاني بعض السوريين من التمييز الاجتماعي أو العنصرية في بعض الأماكن، خاصةً في فترات الأزمات الاقتصادية.
- الضغط على الخدمات: مع زيادة أعداد اللاجئين، قد تجد بعض المناطق ضغطًا على الخدمات العامة مثل التعليم والصحة.
مستقبل اللاجئين السوريين في مصر
يعد مستقبل السوريين في مصر مسألة معقدة، حيث يعتمد على عدة عوامل:
- الاستقرار السياسي في سوريا: إذا تحسن الوضع الأمني والسياسي في سوريا، قد يعود العديد من اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
- الظروف الاقتصادية في مصر: إذا تحسن الاقتصاد المصري وتم توفير فرص عمل أفضل، فقد يستقر المزيد من السوريين في مصر.
- السياسات الحكومية: يعتمد مستقبل السوريين في مصر على سياسات الحكومة المصرية تجاه اللاجئين، خصوصًا في ما يتعلق بتجديد الإقامات أو التوظيف.
في ظل هذه التحديات، يبقى السوريون في مصر يعتمدون على إيجاد حلول تضمن لهم حياة أفضل، سواء بالاستقرار في مصر أو بالعودة إلى سوريا إذا تحسنت الأوضاع.
اقرأ أيضاً: التقسيم الإداري في سوريا: المحافظات والمدن والنواحي